كثيراَ ما نستمع الى قصص نجاح الرواد و المخترعين التي غالبا ما تكون سلسلة من النجاحات المستمرة منذ صغرهم ، ولكن قليلا ما نسمع عن قصص فشل واحباط و حيرة في تحديد الأهداف ومن ثم معرفة الطريق و العمل على دروب النجاح … انها لمحاضرة ممتعة جدا ومفيدة للغاية لكل من يعتقد انه فاشل وان حياته مملة !!

انصح الجميع بمشاهدتها ،
مع التحية… لنا الصفدي

محاضرة حياتي مملة تقديم د.نزار باهبري from نادي طيبة الطبي on Vimeo.

لقراءة نبذه مختصره عن المحاضرة انقر هنا

قام د. باهبري بالحديث عن حياته الطبية من أولها و كان كثيرا ما يتردد في ذهنه: “هل أنفع أكون طبيب ؟؟؟” ثم ذكر مواقف من حياته أثناء دراسته للطب, وكيف كانت مشاكله مع الدراسة و المذاكرة و كان يعتقد بأن الأوضاع ستتحسن مع تقدمه في الدراسة في السنوات العملية وعن كل الهواجس والأفكار التي سيطرت عليه أثناء دراسته, وأن من أهم تلك الأشياء نظرته للآخرين وأنهم يستمتعون بحياتهم أما هو فيجد نفسه محاصراً بمذاكرة الطب التي لا تنتهي و لا يستطيع أن يعيش حياته كالآخرين.
ثم تطرق إلى الزواج وذكر أيضا مواقف أخرى قد تفيد أي شاب مقدم على الزواج وكيفية اختيار الزوجة الصالحة والمناسبة.

بعد ذلك انتقل إلى مرحلة اختيار التخصص وكيفية اختياره وصعوبته , وذكر أنه كان يعتقد بأنه لا يستطيع أن يكون ناجحا في أي تخصص, فأصبح محاطا بظلام الفشل ولا يعرف كيف يخرج منه , لذلك قام بالبحث عن النجاح ومعناه و وجد أنها كلمة تختلف من شخص لآخر حسب أحلامه وطموحاته, وأن الفشل يمكن أن يكون دافع للنجاح فكلما أخطأ الإنسان تعلم من أخطاءه, ونبّه إلى أن النجاح أمر غير ثابت فإذا لم يطور الشخص نفسه باستمرار فإن نجاحه سيزول, وأن ثمرة النجاح هي السعادة التي يجدها الشخص بعد طول تعب واجتهاد و السعادة التي سيجنيها لا تضاهي شيء.

ثم طلب الدكتور من الحضور إغماض أعينهم والتفكير في أحلامهم ثم أوضح أن الأحلام تقسم إلى أحلام صغيرة قد لا تدخل ضمن عالم الأحلام أو قد تكون جزء من تسلسل الحياة العادية ,
وهناك أحلام كبيرة قوية مستمرة تتجدد وتتطور مع الشخص وأن أفضل حلم للمسلم هو أن يكون حلمه الدنيوي موصل إلى الجنة.
فإذا كان الحلم صغير ولم يتطور سيصل إليه الشخص بسهولة وبعدها تكون حياته راكدة فيفقد الطموح و النظرة المستقبلية, و يجب على الشخص مساعدة الآخرين في إنجاح أحلامهم أثناء سعيه إلى حلمه الشخصي, وأن الحلم الحقيقي يكون وليد اللحظة الأولى في حياتنا أي منذ طفولتنا وأنه لا يصح أن يختار أي شخص للطفل أحلامه.

وأشار إلى الأشخاص المحيطين قد يكونوا مثبطين للشخص موقفين لحلمه, فالواجب تعليم الشخص منذ الطفولة أن يحلم ويكتب حلمه ويرسمه و علينا مساعدته على السعي إلى حلمه.
إذا فالحل للفشل هو أن نعرف ما هو النجاح وأن نعرف أنه عبارة عن أسلوب حياة كاملة يجب ممارستها يوميا و أن ذلك النجاح يحتاج لدوافع وقدرة على تحمل المسؤولية وعمل جدي وإصرار ورغبة جامحة للوصل إلى ذلك الحلم الذي يشكل معنى النجاح للشخص, فالنجاح هو كيف تعيش حياتك بطريقة صحيحة, و أكد على أهمية اختيار الصديق الذي يدفعك إلى الأمام, و علينا بتطوير اللغة بحيث أن الفرد لن يكو ن طبيب ناجح بدون لغة جيدة.

ثم لفت أنظار الحضور على أن الحياة عبارة عن خطوط متوازية قد يتفوق أحدها على الآخر, وضرب المثل بقصة من حياته بأن وقته كان يضيع على البحث عن طرق المذاكرة الصحيحة وأن أبسط المشاكل كانت تعيق حياته بالكامل وقد يستمر هذا التوقف لأيام عديدة دون المحاولة لحل تلك المشكلة, وكذاك ضرب المثل بشعب فلسطين وكيفية استطاعتهم لممارسة حياتهم بكل ما فيها دون توقف بالرغم من كل الصعاب التي تواجههم, لذا لا يجب أن نوقف حياتنا على شيء واحد ونجعل كل ما غيره ثانوي ,و علينا أن لا نجعل من الدرجات والنسب هاجس مخيف لنا وإذا لم يحصل عليها انكسر , بل هي جزء من الحياة , ولابد من عدم حرمان النفس من الجوانب الأخرى وعدم حصر الحياة كلها في إطار المذاكرة , فالواجب استغلال الإجازات الصيفية بتعلم مهارات مختلفة خارج نطاق الدراسة لتجديد النشاط والاشتراك في المشاريع الصغيرة .

بعد ذلك طلب من كل الحضور أن يواظبوا على جلسة صراحة بينهم وبين أنفسهم يجلس فيها الشخص ليراجع حياته ويفكر في الماضي وأخطاءه ومشاكله وكيفية تحسينها في المستقبل, وأن حل المشاكل يأتي بطريقة متوازية دون تقسيم الحياة إلى أجزاء.
ثم أشار إلى أهمية وتأثير كلام الناس والإعلام على الفرد وقد يكون ذلك التأثير سلبي فيجب عدم الالتفات و الانشغال بآرائهم وأفكارهم المحبطة بل النظر دائما إلى الجانب الإيجابي للأمور.
وأعطى طريقة جيدة لحل المشاكل بأن نقسمها إلى قسمين: الأول مشاكل ليست بيد الشخص فهي من أمور الله وأقداره فالواجب الاحتساب والصبر والدعاء وهو الحل الأمثل والتسليم للواقع وليس الاستسلام , والثاني مشاكل يستطيع الشخص حلها وهذه المشاكل تحتاج إلى تغيير الطريقة ثم إعادة المحاولة مرة أخرى فهو بهذا يصل إلى الحل عن طريق التطوير.
و في آخر حديثة أوضح أهمية استغلال أوقاتنا و سنسعى ونعمل بجد واجتهاد لتحويل حياتنا من مملة إلى ممتلئة.

بعد ذلك فتح الدكتور باب النقاش والحوار بينه وبين الحضور للاستماع إلى آرائهم والإجابة على أسئلتهم.
ومن أهم هذه الأسئلة:
1- سؤال طالب هل الدراسة أفضل داخل المملكة أم خارجها؟
وكانت إجابة الدكتور بأن تسعى وتعمل هنا ولا تتوقف في انتظار البعثة أما إذا أتيحت لك الفرصة فانتهزها.
2- سؤال عن كيفية اختيار التخصص؟
أوضح فيه الدكتور أن لكل فرد قدراته وطموحاته وظروفه فكل واحد منا يجب أن يبحث عن تلك القدرات أولا ويختار ما يناسبه ويتوافق معه, مع تقديم الاستخارة و الاستشارة.
3- سؤال عن صعوبات الدراسة والحفظ؟
أشار فيه الدكتور إلى طريقة جيدة تساعد على الحفظ وهي بالكروت, بكتابة أهم المعلومات بها وتخصيص يوم في الأسبوع لمراجعتها, لأن الطريقة التقليدية بالاعتماد على الحفظ قد تكون صعبة على البعض.